فتنة الاعور الدجال
لا شك ان من اكبر الفتن التي يخشى الانسان ان يفتن بها هي فتنة المسيح الدجال ( الدجال الأعور ) لقد حذر رسول الله عليه الصلاة و السلام من فتنة الدجال الأعور و قد كان يستعيذ منها بعد كل صلاة و عند الدعاء و هو سيد خلق الله فقد كان الرسول عليه الصلاة و السلام حريصاً على تحذير ابناء امته من هذه الفتنة العظيمة و قد قال عليه الصلاة و السلام (( أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا قد حذر أمته و سأحذركموه بحديث لم يحذره نبي أمته إنه أعور و إن الله ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن ; و أما فتنة القبر فبي تفتنون و عني تسألون فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ثم يقال له : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : محمد رسول الله جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له : انظر إلى ما وقاك الله ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له : هذا مقعدك منها و يقال له : على اليقين كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله و إذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا فيقال له : ما كنت تقول ؟ فيقول : لا أدري فيقال : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا فيفرج له فرجة من قبل الجنة فينظر إلى زهرتها و ما فيها فيقال له : انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا و يقال : هذا مقعدك منها على الشك كنت و عليه مت و عليه تبعث إن شاء الله ثم يعذب ))
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( إذا فرغ أحدكم من صلاته فليدع بأربع ثم ليدع بعد بما شاء : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و عذاب القبر و فتنة المحيا و الممات و فتنة المسيح الدجال))
تعددت اشكال استعاذة الرسول عليه الصلاة و السلام من فتنة المسيح الدجال فكان يستعيذ منها عند التشهد الاخير في الصلاة و بالدعاء بعد الصلاة و في دعائه لله عز وجل دلاله على حرص الرسول عليه الصلاة و السلام من تنبيه أمته لهذه الفتنة العظيمة لأن الدجال الأعور سيدعي الالوهية و العياذ بالله و سوف يقول للناس انا ربكم كما انه و قد قال عليه الصلاة و السلام (( إني حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا إن المسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليست بناتئة و لا حجراء فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور و أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا))
بل ان الرسول عليه الصلاة و السلام اختص أمته عن سائر الأمم بأخبارها عن أمور يقوم بها الدجال لم يخبر بها أي نبي أمته غير المصطفى عليه الصلاة و السلام (( ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قبلي قومه ؟ إنه أعور يجيء معه تمثال الجنة و النار فالتي يقول إنها الجنة هي النار و إني أنذركم به كما أنذر به نوح قومه))
و الحديث الشريف التالي يوضح مدى عظم فتنة المسيح الدجال حيث قال الرسول عليه الصلاة و السلام (( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال ))
اما صفات الدجال الأعور فقد قال عنها عليه الصلاة و السلام انه أعور العين اليسرى مكتوب على جبينه كافر لا يرها الا المؤمنين لقوله (( الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مسلم)) و عينه خضراء لقوله (( الدجال عينه خضراء)) و قد قال عليه الصلاة و السلام (( الدجال لا يولد له و لا يدخل المدينة و لا مكة ))
سبب خروجه و ما هدفه ؟
سيخرج الدجال الأعور بسبب غضبه حيث سوف يحاول فتنة كل من يقع في يده بقوله انا ربك فأن صدقه فقد كفر و ان لم يصدقه قام بقتله و قد قال الرسول عليه الصلاة و السلام (( إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبه ))
من هم أتباعه ؟
يتبع الدجال كل شخص يفتن بفتنته و يصدق انه رب العالمين و العياذ بالله كما يتبع الدجال اليهود حيث قال الرسول عليه الصلاة و السلام (( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة ))
مكان خروج الدجال الأعور ؟
اما عن مكانه و من أين سوف يخرج فقد قال عليه الصلاة و السلام انه يخرج من ارض اسمها خرسان و هي اقليم يقع الان فيما يعرف بأسم ايرن في عصرنا هذا لقوله (( الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة )) كما اوضح عليه الصلاة السلام المزيد عن مكان الدجال الأعور في الحديث التالي ((يا أيها الناس ! هل تدرون لم جمعتكم ؟ إني و الله ما جمعتكم لرغبة و لا لرهبة و لكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع و أسلم و حدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ; حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم و جذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم ارفئوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة قالوا : و ما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة فانطلقنا سراعا حتى دخلنا باب الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا و أشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ما يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة قلنا و ما الجساسة ؟ قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا و فرقنا منها و لم نأمن أن تكون شيطانة قال : أخبروني عن نخل بيسان قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له : نعم قال : أما إنها يوشك أن لا تثمر قال : أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قلنا : هي كثيرة الماء قال : إن ماءها يوشك أن يذهب قال : أخبروني عن عين ذعر قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل في العين ماء ؟ و هل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء و أهلها يزرعون من مائها قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة و نزل يثرب قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم قال : كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب و أطاعوه قال : قد كان ذلك ! قلنا : نعم قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه و إني أخبركم عني أنا المسيح و إني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة و طيبة هما محرمتان على كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها و إن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ألا أخبركم ؟ هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ألا كنت حدثتكم ذلك ؟ فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه و عن المدينة و مكة ألا إنه في بحر الشام أو في بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو .))
و قت خروج الدجال الأعور ؟
الله و حد يعلم موعد خروج الدجال الأعور و قد اخبرنا الرسول عليه الصلاة و السلام ان ظهور الدجال الأعور من اشراط قيام الساعة و قد ابلغنا عن امور تحدث تعتبر مؤشر لظهور الدجال الأعور و هي فتح المسلمين لمدينة نصفها في البر و النصف الاخر في البحر اقراء موضوع ( بشارة فتح ايطاليا ) وكذاك ظهور المهدي و حدوث معركة الملحمة الكبرى اقراء موضوع ( الملحمة الكبرى ) بين المسلمين و النصارى لقول الرسول عليه الصلاة و السلام (( ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيدقه فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو عمرو عن حسان بن عطية بهذا الحديث وزاد فيه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة )).
كيف تحصن نفسك من فتنة المسيح الدجال ؟
الامر في غاية البساطة كما عرفنا من احاديث الرسول عليه الصلاة و السلام و ذلك بالاكثار من الاستعاذة من فتنة الدجال و حفظ عشر ايات من أول سورة الكهف تعصمك باذن الله من فتنة الدجال الأعور لقول الرسول عليه الصلاة و السلام (( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال )) كما ان الله اختص كلاً من مكة و المدينة بانهما لان يدخلهما الدجال الأعور من دون سائر بلاد الارض التي سوف يعيث فيها فساداً حيث قال عليه الصلاة و السلام (( يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال و لا الطاعون إن شاء الله تعالى )) بعد ان يخرج منهما المنافقون هلعاً بسبب رجفهم .
اتمنى ان اكون قد وفيت الموضوع حقه و اجارنا الله و اياكم من فتنة الدجال و صلى الله و سلم على نبينا محمد